صباح أجدب..

 

برغمي قرأت الكتاب مايقارب المرتين كذلك بعض الإقتباسات حينما تغلبني الحاجة إلا أني شغوفة لأحلق بينه فأتم الثالثه.!

ليلتي باللأمس لم تكن لتليق برأس سنة برغمي لاأؤمن بهذا إلا أن شعور بالقلب يجعلني أتظاهر أمامي بكونه سبب يدعوني للإحتفال وإن كنت وحيدة لأجعل منه نقطة لبدايات أرغبها وأتوق إليها إلا أن المجهود الذي بذلته والشموع التي أعددتها مسبقاً لتشاركني البكاء والكأس الوحيد كذلك والذي كان فارغاً من الحياة والظلام الدامس الذي آثرت أن أبرج به ليلتي هذه كل هذا جعلني أتملل صخبي هذا لأبدد هذه الليلة بأكملها فآوي لسريري وأتقوقع به لأتناسى كل الذي مر بي وحتى أنا وأغفو كمن لا يعرف طريقاً للنوم سوى غلق الجفنين بكلتا يديه!

مر الوقت سريعاً كما أردت وشعرت بصباح لليلة آخرى يشق العمر هرولة قدوماً إلي إلا أن الفراغ الأجدب مازال يعبث بفكري وهذ عادتي كلما أخذ الشعور هذا يصب جامه بي أبحث عن أي السماء لأتدثر بها فأنسى..

 

غرفة خلفية لروح الحمامه -رحمها الله- كان هو الموت كنت أقصده وكان هو الملاذ لقلبي اليتيم..

 

 

فقط’ لأني كدت أفقدني في صخب الشارع الأمامي.. آثرت أن تكوني لي غرفتي البعيدة’ التي آوي إليها كلما ران علي التعب, أو نال مني الموت.

 

..

 كنت أستجدي نفسي البارحة..

 أستجدي صوتي على وجه الخصوص..

 في حين كان صوتي يشح, ويمعن موتاً؛ لم تواتِ أغنية واحدة, درب الليل القالح!

 ..

 القلوب التي تتفتح لأول مرة؛ يطعنها أن لا تجد المطر بانتظارها..

 لكنها ستتعلم كيف تكون أقوى حيال شمس قارسة, وتتقن مع الوقت, التحايل على الموت المتربص بها..

 وربما ستدل تلك القلوب, طرق الهجرة إلى سماوات تعرف لغة الماء!

 بالمناسبة, لا تصيب القلوب من المرة الأولى..!

 ..

 

 لا أخشى الموت’ أخشى أن يموت أحبائي!

 ..

 

كيف أخذنا الزمن فلم ننتبه, أنه لم يعد في الوقت متسع لنا.. لم يبقى سوى تلك الحجارة الثقيلة, التي تسحب قلبينا إلى عمق أسود.. إلى موت يتكرر في الموت.!

 ..

 

تيقنت بأنك وحدك التي تجلبين الخراب لروحك, رغم كل ماتدعينه أو تحاولين إثباته لي ولنفسك’ بأنك تتنبئين بالخراب قبل أن يقع, فتتخذين أساليب للوقاية منه!

أنت لا تفعلين شيئاً سوى التعجيل به, العذاب قاب يومين أو أدنى’ والأفق ماعاد يحمل معه من بعدك, سوى نذر النهاية..

 رجوتك أن تكفي عن صنع شواهد قبورنا, أن تتوقفي عن حفر هاويتك بيدك.. رجوتك أن تتغابي. لا أن تكوني غبية!

 ..

نم ياحزن, ليس في الصدر متسع.. ومافي الساعة مكان لوقت آخر..

 نم, ولا تفزع من طرقات آخر الليل على نافذتك, ولا تخش الصمت الساكن في مفاصل الليل.. نم ياحزني الصغير, نو ولي معك موعد في زمن لم يأت بعد..

.

مخرج لـ هديل

رسالة سأبعثها لمن علمتني الموت على قارعة الحياة لمن بعثت لي دونما أن تعي حكايا القبور من غير سوء! سأظل ممتنة لأني تعلمت التفاصيل الصغيرة وتذوقتها على فيضك.. ربما كانت صفعة وربما كانت دفعة لأن أسير طريقاً لم أكن لأعرفه بعد, طريق طويل نهايته أعيها جيداً كما وجهي البائس بالمرآه وكما الحقيقة التي لطالما آثرت أن أخفيها تحت ردائي وأتشبث بها خوفاً من موت محقق, ويكفي.